حجر سيدنا إسماعيل
حجر سيدنا اسماعيل عباره عن نص الدائرة الملاصق للكعبه المشرفة والحِجْر في اللُّغة: هو ما يكون بين يدي الإنسان من ثوبه، ومن يكون في حماية شخص آخر فهو في حِجْره؛ أي حمايته، كما يُطلق أيضاً على العقل، كقولهِ -تعالى-: (هَل فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ)،
وأمّا في الاصطلاح: فيُطلق على القِسم الخارج عن جِدار الكعبة، وهو على شكل نصف دائرة، ويُسمّى بِحجر إسماعيل، وذكر ابن اسحاق: أن إبراهيم -عليه السلام- جعل الحِجْر بجانب البيت عريشاً من شجر الأراك، فكان مكاناً لِغنم إسماعيل -عليه السلام-، كما يُسمّى أيضاً بالحطيم، وقيل إنَّ الحطيم: هو جدار الحِجْر، وقيل: هو ما بين الرُكن والمقام وزمزم
ثاني الأسماء هو “جدر”، إذ روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال له أرأيت الحطيم، قال “لا حطيم إن أهل الجاهلية يسمونه الحطيم، وإنما هو الجدر”، وثالثها هو “حجر إسماعيل”، وترجع هذه التسمية لما ورد تاريخيا بأن “إبراهيم” جعله “حجرا” أي حضناً لإسماعيل يأوي إليها هو وغنمه، وجعل فوقه عريشا من شجر الأراك الذي تشتهر به أودية مكة. ورابعها هو “حفرة إسماعيل”، وأصل شهرة هذا الاسم أن الحفرة كانت قبل رفع قواعد الكعبة المشرفة وبنائه
ما حكم صلاة ركعتي الطواف في حجر إسماعيل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
تجوز الصلاة في حجر إسماعيل؛ لأنه من البيت، روى أبو داود في “سننه” عن عائشةَ أنَّها قالَت: كنتُ أُحبُّ أن أدخلَ البَيتَ فأصلِّيَ فيهِ، فأخذَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ بِيَدي فأدخلَني في الحِجرِ فقالَ: (صلِّي في الحِجرِ إذا أردتِ دخولَ البَيتِ فإنَّما هوَ قطعةٌ منَ البَيتِ فإنَّ قَومَكِ اقتَصروا حينَ بنَوا الكعبةَ فأخرجوهُ منَ البَيتِ).
أما صلاة ركعتي سنة الطواف، فالسنة فيها أنها تصلى خلف مقام إبراهيم بحيث يكون المقام بينها وبين الكعبة المشرفة؛ لقول الله تعالى:(وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) البقرة/ 125، وحديث جابر في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: (حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن، فرمل ثلاثا، ومشى أربعا، ثم نفـذ إلى مقـام إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقرأ: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) فجعل المقام بينه وبين البيت…الحديث) رواه مسلم.
يقول النووي رحمه الله تعالى في “شرحة على صحيح مسلم”: “ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) فجعل المقام بينه وبين البيت…هذا دليل لما أجمع عليه العلماء أنه ينبغي لكل طائف إذا فرغ من طوافه أن يصلي خلف المقام ركعتي الطواف، واختلفوا هل هما واجبتان أم سنة؟ أصحها أنهما سنة… لو تركهما لم يبطل طوافه، والسنة أن يصليهما خلف المقام، فإن لم يفعل ففي الحجر، وإلا ففي المسجد، وإلا ففي مكة وسائر الحرم، ولو صلاهما في وطنه وغيره من أقاصي الأرض جاز وفاتته الفضيلة، ولا تفوت هذه الصلاة ما دام حيا” انتهى.
والخلاصة أن الأفضل صلاة الركعتين خلف مقام إبراهيم، فإن لم يتيسر ففي الحجر، وفي جميع الأحوال الطواف صحيح ولا حرج. والله تعالى أعلم
هل يجوز الطواف من داخل الحجر
يقول الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى : (ولا يجوز للطائف بالبيت في حج أو عمرة أو طواف نفل أن يدخل من حجر إسماعيل ، ولا يجزئه ذلك لو فعله، لأن الطواف بالبيت ، والحجر من البيت ، لقول الله سبحانه: (وليطوفوا بالبيت العتيق) ولما روى مسلم وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحجر ؟ فقال: ” هو من البيت ” وفي لفظ قالت : إني نذرت أن أصلي في البيت قال : ” صلي في الحجر ” قالت : الحجر من البيت وبالله التوفيق .