يرى ابن سيرين في تفسيره لرؤية الماء والسقوط فيه، أن رؤية الماء تعبر عن الحياة، فلقد قال المولى عز وجل: “وجعلنا من الماء كل شي حي أفلا يؤمنون”
فمن رأى أنه يسقط في الماء، فهذا يشير إلى تجدد حياته، وإدخال نوع من التغيير الكامل الذي يستهدف منه الشخص إحداث نقلة نوعية في نمط حياته، وخروجه من الماء يعني قدرته على تحقيق هذا التغيير والاستفادة منه.
ويرمز السقوط في الماء والخروج منه إلى البحث عن المرأة الصالحة للزواج منها، والرغبة في الاستقرار بعد عناء ومشقة الحياة، والرزق في الذرية الصالحة، وتحقيق المُراد، وقضاء الكثير من الحاجات التي عمل الرائي جاهداً من أجل قضائها.
وتشير رؤية السقوط في الماء أيضاً إلى الرزق الواسع والمنافع الكثيرة، والنيل بعد حرمان طويل، والكسب الحلال، والتوصل للعديد من الأشياء التي كان الرائي يغفل عنها، وهذه الأشياء ستكون سبباً في تحويل حياته إلى الأفضل.
وإن رأى الشخص أنه يخرج من الماء بعد السقوط فيه، فتلك الرؤية تعبر عن الفرج القريب والعمر الطويل، والفرص الكثيرة التي تُتاح له لكي يحسن استغلالها والاستفادة منها، وبلوغ الهدف المرجو بعد رحلة طويلة وشاقة.
أما في حال رأى الشخص أنه يسقط في ماء عكر، فهذه الرؤية ترمز إلى إصابة الهم والنكد وتوالي الأحزان، وسماع أخبار سيئة تنذره بحدوث المكروه، والرجاء الذي يخيب، والمحاولات التي أراد منها التغيير لكنه فشل في ذلك.
فإذا رأى أنه خرج منه، دل ذلك على استعادة الحياة كما كانت من قبل، وهذا وإن كان محبطاً له إلا أنه يتيح له الامكانية للعودة من جديد، وخوض التجربة مرة أخرى لعله ينجح في المرة المقبلة.
وتعد رؤية السقوط في الماء والخروج منه من الرؤى التي تعبر عن السوء الذي يعقبه الخير، والضيق الذي يتلوه الفرج، والعقد التي تتيسر تدريجياً في يد الرائي.
ولكن إذا شاهد الرائي أنه غرق في الماء بعد سقوطه فيه، فهذا مؤشر على الغوص في بحر الذنوب، والانغماس في شهوات الدنيا، وترك الحق ومرافقة أهل الباطل والابتداع في الدين.
وإن كان الرائي يخشى الماء في الواقع، فهذه الرؤية تعد انعكاس واضح لهذا الخوف، والخروج منه دليل على مواجهة الخوف والتخلص منه.
