أقوال الشعراوي عن طاعة الله
إياك أن ترد الأمر على الله سبحانه وتعالى!! فإذا كنت لا تصلي، فلا تقل وما فائدة الصلاة، وإذا لم تكن تزكي، فلا تقل تشريع الزكاة ظلم للقادرين، وإذا كنت لا تطبق شرع الله، فلا تقل أن هذه الشريعة لم تعد تناسب العصر الحديث، فإنك بذلك تكون قد كفرت والعياذ بالله! ولكن قل يا ربي إن فرض الصلاة حق، وفرض الزكاة حق وتطبيق الشريعة حق، ولكنني لا أقدر على نفسي فارحم ضعفي يا رب العالمين، إن فعلت ذلك، تكن عاصياً فقط. فمن تبع هداي فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ما هو الخوف وما هو الحزن؟ الخوف أن تتوقع شراً مقبلاً لا قدرة لك على دفعه فتخاف منه، والحزن أن يفوتك شيء تحبه وتتمناه. والحق سبحانه وتعالى يقول في هذه الآية: من مشى في طريق الإيمان الذي دللته عليه وأنزلته في منهجي فلا خوف عليهم، أي أنه لا خير سيفوتهم فيحزنوا عليه، لأن كل الخير في منهج الله، فالذي يتبع المنهج لا يخاف حدوث شيء أبداً. المؤمن يتبع منهج الله في الدنيا ليستحق نعيم الله في الآخرة .. فلو أن الآخرة لم تكن موجودة، لكان الكافر أكثر حظاً من المؤمن في الحياة .. لأنه أخذ من الدنيا ما يشتهيه ولم يقيد نفسه بمنهج، بل أطلق لشهواته العنان .. بينما المؤمن قيد حركته في الحياة طبقا لمنهج الله وتعب في سبيل ذلك. ثم يموت الاثنان وليس بعد ذلك شيء .. فيكون الكافر هو الفائز بنعم الدنيا وشهواتها. والمؤمن لا يأخذ شيئاً والأمر هنا لا يستقيم بالنسبة لقضية الإيمان .. ولذلك كان الإيمان بالله قمة الإيمان بداية والإيمان بالآخرة قمة الإيمان نهاية