فريد شوقي وهدى سلطان

عن زيجة فريد شوقي من هدى سلطان، التي التقاها في فيلم “حكم القوي” سنة 1951، نعرف أنها ليست زوجته الأولى، بل سبق وأن تزوج من زميلته في المعهد، ثم يحكي المؤلف عن ألقاب فريد شوقي المتعددة، ومنها لقبه الذي اخترناه “ملك الترسو” وله قصة، إذ كانت دور السينما المصرية تسم إلى ثلاثة أماكن الأول منها كان يطلق عليه “بلكون” وهو المكان الأكثر تميزا في السينما، والأغلى، والثاني هو الصالة، التي تقل أسعار مقاعدها عن البلكون، والثالث هو “الترسو” أو الدرجة الثالثة، وهي الأرخص سعراً والمناسبة للبسطاء و محدودي الدخل من العمال والحرفيين، وكان معظم روادها من الطبقات الشعبية، وكانت أفلام فريد شوقي تمثل لأبناء هذه الطبقة معزة خاصة نظرا لأنه البطل الشعبي الذي كان يحقق أحلامهم حينما يحقق أحلامه على الشاشة، وهكذا كانوا يحضرون لمشاهدة البطل الذي يضرب كل من يعترض طريقه، وينقذ ابنه أو حبيبته من أيدي رجال العصابات، وهو ما أجاد ملك الترسو تقديمه في العديد من أفلامه مثل “الأسطى حسن” و”جعلوني مجرما” و”فتوات الحسينية” و”رصيف نمرة 5″.عاش فريد حياته عاشها ممثلا ومنتجا ومشاركا في كتابة السيناريوهات، وممثلا مسرحيا، قدم العديد من المسلسلات منذ العام 1976، وخارج مصر مثّل في ثلاث مسرحيات في لندن مع مديحة كامل، وفي الإمارات مع سمير غانم، وفي الأردن مع ليلى حمادة، وفي الستينيات مثل أفلاما في تركيا ولبنان. يورد سامح فتحي أرشيفاً مرتباً ومنظماً لكل الأفلام التي مثلها فريد شوقي، ما يجعل كتابه كنزاً حقيقياً في مكتبة السينما المصرية والعربية، ومرجعاً لا غنى عنه لكل من يرغب في الرجوع لتاريخ الملك، بل إن نصف الكتاب خصصه لأفيشات أكثر من ثلثي أفلام فريد شوقي، ملحقاً بكل أفيش مقالاً عن الفيلم، وعن أداء فريد شوقي فيه، وتطوره وصعوده، ومعلومات عن الدور، وكاست الفيلم.